الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{أَمِ اتخذوا مِن دُونِ الله شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا} من الشفاعة {وَلاَ يَعْقِلُونَ} يعني وإن كانوا لايملكون شيئًا من الشفاعة ولايعقلون إنكم تعبدونهم أفتعبدونهم {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} فمن يشفع فبأذنه يشفع {لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ اشمأزت قُلُوبُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة}.قال ابن عبّاس ومجاهد ومقاتل: انقبض.قتادة: كفرت واستكبرت.الضحاك: نفرت.الكسائي: انتفضت.المؤرخ: انكرت، وأصل الاشمئزاز النفور والأزورار.قال عمرو بن كلثوم:
{وَإِذَا ذُكِرَ الذين مِن دُونِهِ} يعني الأوثان، وذلك حين ألقى الشيطان في أُمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءته سورة النجم: تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة تُرتجى {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} يفرحون {قُلِ اللهم فَاطِرَ السماوات والأرض} أي يا فاطر السماوات والأرض {عَالِمَ الغيب والشهادة أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.أخبرنا الحسين بن محمّد بن فنجويه حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا عبيد الله بن ثابت حدثنا أبو سعيد الكندي حدثنا ابن فضيل حدثنا سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري قال: كنت عند الربيع بن خيثم فدخل عليه رجل ممّن شهد قتل الحسين ممّن كان يقاتله فقال ابن خيثم يا معلقها. يعني الرؤس، ثم أدخل يده في حنكه تحت لسانه فقال: والله لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبّل أفواههم وأجلسهم في حجره، ثم قرأ {قُلِ اللهم فَاطِرَ السماوات والأرض عَالِمَ الغيب والشهادة أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أشركوا {مَا فِي الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سواء العذاب يَوْمَ القيامة}.أخبرنا ابن فنجويه حدثنا عبيد الله بن محمّد بن شنبه حدثنا ابن وهب حدثني محمد بن الوليد القرشي حدثنا محمّد بن جعفر حدثنا شعبة عن ابن عمران الحوني قال: سمعت أنس بن مالك يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا لو أن لك ماعلى الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ فيقول: نعم. فيقول: قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لاتشرك بي شيئًا فأبيت إلاّ أن تشرك بي».{وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} في الدُّنيا أنه نازل بهم في الآخرة.قال السدي: ظنّوا أنها حسنات فبدت لهم سيئات.قال سفيان: وقرأ هذه الآية: ويل لأهل الريا ويل لأهل الريا.أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه حدثنا عبيد الله بن محمّد بن شنبه حدثنا الفرياني حدثني محمّد ابن عبد الله بن عماد حدثني عقبة بن سالم عن عكرمة بن عمار قال: جزع محمّد بن المنكدر عند الموت فقيل له: تجزع.فقال: أخشى آية من كتاب الله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ الله مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} فأنا اخشى أن يبدو لي من الله مالم أحتسب.{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ فَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ} أعطيناه {نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ} من الله بأني له أهل. قال قتادة: على خير عندي.{بَلْ هِيَ} يعني النعمة {فِتْنَةٌ}.وقال الحسين بن الفضل: بل كلمته التي قالها فتنة.{ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ قَدْ قَالَهَا الذين مِن قَبْلِهِمْ} يعني: قارون إذ قال إنما أوتيته على علم عندي.{فَمَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ والذين ظَلَمُواْ مِنْ هؤلاء} يعني كفار هذه الأُمة {سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوَلَمْ يعلموا أَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. اهـ.
|